مرافقة قريب مريض: كيفية اتخاذ الموقف اللازم

ما رأي علماء النفس يهذا الموضوع:
كيفية إدارة القلق
إنّ اتخاذ الموقف اللازم لا يعني الانفعال أمام القريب المتأثر والذي نريد مرافقته، إنما يعني أنه بإمكانه الاعتماد علينا في محنته هذه. كما يعني ذلك أننا سنكون موجودين معه طالما هو بحاجة إلينا وأننا لن نتركه. فهذا الموقف لن يقود المريض إلى بناء آمال زائفة.

هل ينبغي التعبير عن المجموعة نفسها من العواطف أمام مرض شخص قريب؟
يمكن ملاحظة ردود فعل شائعة عند مقدمي الرعاية مثل الغضب، والنكران، والذنب. وتتحول هذه الردود مع الوقت وبشكل عام من مقدم الرعاية إلى المريض. عند الإعلان عن التشخيص، لا ينبغي على الشخص المرافق للمريض أن يكون في حالة ذعر، بل يجب عليه أن يقوم بدور إيجابي: دعم المريض ومرافقته إلى العيادة الطبية، والاستماع إلى نصائح الفريق الطبي...
عند تراجع الوضع، يمكن للقلق والخوف أن يسيطرا ويأخذا مكانةً مهمةً، فيشعر المريض بالعجز وهذا أمر شائع.
في هذه المرحلة، تؤثر الفكرة التي يملكها مقدم الرعاية عن المرض والموت على ردة الفعل حسب ما أشارت إليه الطبيبة النفسية. فيمكن إعتبار المرض بمثابة صدمة أو كالسير العادي للحياة.
ومع ذلك، لا يشعر مقدم الرعاية سوى بالحزن عند مرافقته للمريض. فعندما يحين وقت الامتحان يجب السير به بحيث أنه قد يتم اكتشاف أمور جديدة كالحب والصبر بالإضافة إلى تواصل جديد.
قد يشعر بعضهم بالذنب لكونه أقل حضوراً من غيره
قد يشعر بعض أفراد الأسرة بالذنب وبالخوف من حكم الآخرين عبيهم بسبب وجودهم القليل والذي هو أقل مما يودون بحيث يمكن أن تقوم الفتاة العازبة أو الابن الطبيب بالاهتمام بأهله. مع ذلك، عند حدوث هذا المرض، هل نحن قادرون على مساعدة الشخص باستمرار؟ هل يمكننا البقاء في عمل متطلب على المستوى الإنساني أو تركه؟ فما من وقت لتقديم المساعدة. في أغلب الأحيان، سيقوم هؤلاء الأشخاص الذين لم يتمكنوا من إعطاء وقت من حياتهم للشخص المريض بإعطاء وقتهم لاحقاً لأشخاص آخرين بطريقة أخرى.
من المهم التأكد من أنّ مقدّم الرعاية قد اختار القيام بهذا الدور. يمكن لطبيب نفسي أن يساعد في تفكيك هذه الحالات الدقيقة وفي إيجاد مصادر إضافية.

هل بإمكان الجميع القيام بدور مقدم الرعاية الأساسي؟
قد يشعر بعض الأشخاص أنه ليس بمقدورهم أن يكونوا المصدر الاساسي للقريب المريض. فتقديم الرعاية يشمل القدرة على التكيف بسرعة وفقاً لتطور المرض. وهذا الأمر يتطلب بالطبع صفات إنسانية عديدة وعميقة مثل  الكرم والرعاية. وحتى التمكن من التعبير عن هذه الصفات، يتطلب هذا الأمر جهوزية داخلية وتنظيم للوقت.
إنّ مساعدة مريض قريب أو مريض مسن، يعني أيضاً التفاوض مع المجهول كل يوم. فمن يعلم كيف ستتطور الحالة الصحية؟ وعلاوة على ذلك، كلما تعودنا في حياتنا على التعامل مع تعبير "لا أعلم" ومع ما هو غير متوقع كلما شعرنا بالراحة لدى قيامنا بتقديم الرعاية. ففي حالة مرض السرطان، فيمكن أن يشفى المريض ويعود إلى الحياة الطبيعية كما يمكن أن يغادرها.
إذا لم نشعر بالقدرة على تولي دور الرعاية، فيجب الافصاح عن ذلك وترك هذا العمل إلى شخص آخر موثوق به