هل يمكن لفقدان الوزن أن يكون ضاراً بعلاقتك الزوجية؟

ربما تعتقدين أن فقدان الوزن من شأنه إضافة المزيد من الإثارة والمتعة لحياتك الزوجية، غير أن بحثاً حديثاً أشار إلى أن الحقيقة يمكن أن تكون في بعض الأحيان مختلفة تماماً. وأوضح هذا البحث أن العديد من العلاقات تتعرض للتدهور حين ينجح أحد الطرفين في فقدان الكثير من الوزن. وأظهر البحث أن العلاقات تنهار حين يبدأ الطرف الذي نجح في إنقاص وزنه في الإلحاح على الطرف الآخر لكي يفعل الشيء نفسه. ووجد الباحثون في جامعتا نورث كارولينا وتكساس أن فقدان الوزن يمكن أن يكون له “جانب مظلم” إذا لم يلتزم شريكا الحياة معا بإجراء تغييرات على أسلوب الحياة. فبعض شركاء الحياة يمكن أن يقوموا بتوجيه التعليقات الناقدة  للطرف الآخر، أو ربما يصبحون أقل رغبة في ممارسة الجنس، أو قد يحاولون تخريب جهود شريك الحياة في إنقاص وزنه عن طريق تشجيعه على تناول المواد الغذائية غير الصحية من أجل عرقلة جهوده وإعاقة حدوث تغيير في حياة شريك الحياة وفي العلاقة أيضاً. تقول الدكتورة لينزى رومر من جامعة ولاية نورث كارولينا “الناس بحاجة إلى أن يدركوا أن فقدان الوزن يمكن أن يغير العلاقة للأفضل أو للأسوأ، وأن التواصل يلعب دوراً هاماً في الاحتفاظ بعلاقة صحية”. وقام الباحثون بدراسة 21 زوجاً وزوجة من جميع أنحاء الولايات المتحدة. في كل مرة كان أحد الطرفين قد فقد الكثير من الوزن في فترة قصيرة. وسئل المشاركون عن تأثير فقدان الوزن على العلاقة مع شريك الحياة. ووجد الباحثون أنه بعد فقدان الوزن تغير أسلوب التواصل بين الزوجين إلى الأفضل بشكل عام. كان الطرف الذي نجح في إنقاص وزنه أكثر عرضة للحديث عن السلوكيات الصحية وأيضا أكثر تشجيعاً لشريك الحياة على إجراء تغييرات صحية على نمط حياته. تحدث الأزواج الذين كانوا أكثر تقبلاً لهذه التغييرات الصحية عن علاقة أفضل على المستويين الجنسي والعاطفي. ولكن في بعض الحالات تسبب فقدان الوزن في حدوث شرخ في العلاقة. فقد ألح بعض شركاء الحياة الذين نجحوا في إنقاص وزنهم على الطرف الآخر على القيام نفس الشئ، وهو ما تسبب في حدوث توتر في العلاقة. وذكر بعض الأزواج الذين لم يفقدوا وزنهم أنهم يشعرون بالخطر وانعدام الأمان بسبب نجاح شركاء الحياة في إنقاص وزنهم. تقول الدكتورة رومو “لقد وجدت هذه الدراسة أن قيام أحد الطرفين بتغيير نمط حياته قد أثر على ديناميكية التفاعل بين الزوجين في مجموعة متنوعة من النواحي الإيجابية أو السلبية. فحين تبنى الطرفان فكرة إجراء تغييرات صحية وكانا داعمين لبعضهما البعض، بدا أن فقدان الوزن يعمل على التقريب بينهما. ولكن عندما قاوم أحد الطرفين إجراء تغييرات صحية ولم يدعم جهود الطرف الآخرلإنقاص وزنه، فإن العلاقة قد تضررت. ويجب ألا تثني هذه الدراسة أي شخص عن العمل لإنقاص وزنه الزائد، ولكنها ينبغي أن تؤدي لتشجيع الناس على أن يكونوا أكثر وعياً بالتأثيرات الإيجابية والسلبية المحتملة لفقدان الوزن على العلاقة الزوجية. فمن المهم حقاً أن يكون شريك الحياة داعماً لجهود الطرف الآخر الذي يحاول انقاص وزنه، وألا يشعر بالخطر بسبب التغيرات الصحية التي يقوم شريك حياته. وسوف يساعد هذا النهج الأشخاص على فقدان الوزن دون تعريض علاقاتهم الزوجية للخطر”.